نحن نسمع عن كل ما يقال وبعض القصص نجد لها مرجع وبعضها يذهب أدراج الرياح لاتجد لها جذور في الماء ولكن هذه القصه يقال أنها تعود لسيّدنا عمر رضي الله عنه ومنهم من يقول أنها تعود لأخيار رجالات الدين ولكن التداول وذكرها بين الناس ينسبها لعمر رضي الله عنه وذلك لذكائه وفطنته وبديهيّاته وترويه في المسائل بحنكة الرجل الهادي !
وفي ذلك الوقت كان هناك رجل كبير .. هرم على فراش الموت ويملك من النوق تسعة عشر ناقه فنادا من كان حوله وأوصاهم بوصيّه دين عليه ويجب سداده من تلك النوق التي يملكها فأمر بالأتي بفحوى وصيّته !
لدي تسعة عشر ناقه ( 19 ) وأريد أن أوزعها على ثلاث أشخاص يطلبوني دين الأول يطلبني النصف والثاني يطلبني الربع والثالث يطلبني الخمس وأشرط عليكم أن توزعو النوق على حسب الطلب لهؤلاء شريطة عدم التقطيع أو الذبح أمّا تذهب الناقه كامله بصحتها وقوتها وهذا هو شرطي ويجب أن آخذ منكم الآن وعد على ذلك فوعدوه وعد الرجل الصادق وهم لايعلمون الحسبه وبعد وفاة الرجل حاولو جاهدين التوزيع كما أمر ولكنهم فشلو في ذلك !
الأول .... يطلب الرجل النصف ... من النوق التسعة عشر وتكون حسبته هي ... تسعه ونصف !
الثاني .... يطلب الرجل الربع ... من النوق التسعة عشر وتكون حسبته هي ... أربعه وسبعة مائه وخمسون !
الثالث .... يطلب الرجل الخمس ... من النوق التسعة عشر وتكون حسبته هي ... ثلاثه وثمان مائة !
وفي هذه الحاله لايستطيعون حل هذه المسأله بسبب النقوص فالحسبه عن كمال الناقه بدون تقطيع كما وعدو الميّت قبل وفاته فحتارو بالحل ولكن كما قيل أتى عمر رضي الله عنه وحل المسأله بكل بساطه وهون بعيداً عن التعقيد ولو عرضت هذه المسائل في عصرنا اليوم على جامعييّن تخصصات محاسبه لرئيت العجب العجاب ولأنكروها عليك وطال أمد الحل !
كن من هؤلاء الذين وعدو الميّت في حل هذه المسأله وقارب الى مستوى سيّدنا عمر رضي الله عنه عندما حل .. حل مرضي ومقنع وأراح المطلوب عن حمله ورد الحقوق بما يرضي الجميع !